ذكر | 28
قلم وممحاة
يَخُّط القلم كلمات ، وتتبعه الممحاة
قائلة : إن زللت فإنّي لك ناصحة ، مصحّحة ، أرادوا بتأنيثي جعلي حبيسة علبتي ، أحافظ على شكلي .
فهذا ” شيخ ” لسان حاله كلما رأيتم امرأة ، قولوا : كَخ كَخ !
وأخرى من النّسويات التّي أرادت تحرير المرأة من العفّة وتسهيل الوصول إليها .
يا الله !
ما هذا !
تذكّرت عائشة ، حفصة ، خديجة …
وتابعت الممحاة قائلة : قلم وممحاة نكمل بعضنا بعضا من أجل الخروج بكلمات لا يُعكّر صفوها أحد .
جرت العادة أن لا نجد محتوى في هذا العالم الأزرق بالمُجمل إلّإ من يتصّنع مهنة الطّبخ ، ومن خلف الكواليس لا يجرأ على تجربة لقيمات ممّا صنع !
أو “يتيوبرز” خلف الكاميرا يُكيل الشتائم على أولاده حتى يخرجوا بأحسن صورة أمام الكاميرا !
أو ” داعية ” لم يخرج من قالب التّقليد !
أي شهرة تُبتغى لا تزيد النفس إلا كبتًا وتيهًا !
ولكن غذًا تطير العصافير ، فسلام على سلمان يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيًا .
لا أذكر تلك اللّحظات التي وجدت فيها صفحتك ( متى ، وكيف ؟ ) ، ولكن شعرت أنّها ساقها لي الرّحمن ، مضيت أقرأ منها ، فلم أجد لها قالب يشّكلها !
حينها ربما وجدت ضالتي !
يا الله !
معالج نفسي جديد !
ماذا يقدم ؟ !
ماذا يقول ؟ !
جرّبت الكثير ، سمعت من العديد ، شاهدت فيديوهات …!
يا الله !
تردّد ، حيرة ، عدم قدرة على إتخاذ قرار
يوم ، يومين ، أسبوع …
إلى أن وجدت نفسي قد كتبت وأخذت تُخرج من صندوقها الكثير !
وكان اللّقاء الأول …
ازدت حيرة ، أجادل نفسي وتجادلني ، أغضب منها وتغضب مني …
تشاور ، تحاور ، تردد …، ولم يُتخذ القرار بعد !
جلسة أخرى من الحوار ؛ ولم يُتّخذ القرار بعد !
وبالنهاية كان القرار أن أستمر بالجلسات العلاجية ، وفي كلّ مرّة يُكتشف شيء جديد .
قويّة أمينة
أشعر أنها فعلا كما قالت : ” لقد خُلقت لهذا التّخصص” ، وأنّ الله سخّرها لتطوف بين من أثقلتهم الأعباء النّفسية ، وكانوا ضحايا الإهمال متعدد الأطراف .
قوّية !
نعم ، قوية بتخصّصها ، بكلماتها ، التّي كنت أشعر أنّ هذه الكلمات تتشكّل على هيئة أمّ تطبطب على ولدها .
أمينة على دينها ، وعلى من قصدها ، ربطت بين العلاج النّفسي وما يوازيه من شرعنا الحنيف .
مُعالِجة نفسية
وجدت فيها أمومة ، فهي أمّ لكل ” مريض” .
وجدت التّأثر على وجهها مع سرد كلّ حكاية .
اكتشفت أنها ” كاريزما ” جمعت بين العلم والحكمة ، وبين العلم والتّقوى .
إنّها أم لبضعة من الأبناء ، لكن أعتقد جازما أنها أمّ لكل من قدّمت له المعالجة النفسية ، ولو كان الفرق بينها وبينه سنة واحدة !
ومن قال أنّ الأمومة تقاس بالسنين !
فالأم اثنتان :
أمّ حمل ، وولادة وتربية . أيّ أنثى تستطيع أن تكون من هذا الصّنف .
وأمّ بالإنسانية التي لا تدخر جهدا في تقديم الدعم لمن يحتاجه كأنه ولدها ، وحسبتها من هذا الصنف من الأمّهات .
فالسّلام على ” الأمّ عُلا ” ونظيراتها ، والسّلام على “صراط”
#يوم_المرأة_العالمي