skip to Main Content
هاتف: 00905319643191 ايميل: info@awalamarah.com

الاسم: م. ر.

الجنس: أنثى

العمر: 23 سنة

الدولة: فلسطين

نص السؤال: تقدم لي شاب متدين وأخلاقه جيدة، وهو من عائلة لديها التزام وذات سمعة طيبة، وعندما جلست معه أول مرة لم أعرف هل أوافق عليه أو أنه غير جيد؟ عندما جلسنا سألته عن أمور تتعلق بهواياته واهتماماته وعلاقته بأهله وكانت إجاباته مناسبة تماما، ولكنني بعد جلستنا شعرت بحيرة هل هكذا هو شخص مناسب؟ وكيف أقول عنه أنه هو من أريده فعلا؟


بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية أرحب بك في موقع صراط وأشكر لك ثقتك وتواصلك معنا

الإجابة:      

حقيقة موضوع اختيار شريك الحياة يحتاج إلى عدة نواحي يجب أن يتم الانتباه لها كي يكون الاختيار صحيحا، وسؤالك يأتي في ناحية الجلسة التي تجلسها الفتاة مع الشاب الذي يتقدم لها والأمور التي تستطيعين من خلالها أن تجدي في الشاب الخاطب ما يوحي أنه هو الشخص المناسب وتظهري قبولك للارتباط له.

وكثيرا ما يتكرر سؤالك لدى الفتيات حول كيفية معرفة أن الخاطب مناسب لك في جلسة التعارف، بعد أن يكون الأهل قد سألوا عنه ووجدوا فيه أنه ذا خلق ودين، وسمعة طيبة وقادر على أن يجعلك تعيشين حياة كريمة، وتصبح الخطوة التالية بالجلوس معه هي دورك في الاختيار وإعطاء رأيك في هذا الارتباط.

وإليكم بعض النقاط الأساسية التي سأجيب بها وتخاطب كلا الجنسين على حد سواء، ويجدر ترقبها في الجلسات التي تكون مع الخاطب/المخطوبة من أجل اختياره كشريك زوجي لك أو رفضه:

 

أولا: من المهم أن لا تكون/ي أي صورة مسبقة عن الخاطب/المخطوبة بناء على ما تسمعه/ تسمعينه من أهلك، فيكفي أن ولي أمرك قد سأل عن أخلاقه ودينه وأسرته وشؤونه ويخبرك بكل تلك المعلومات، فإن وجدت أن ما يخبرونك عنه كاف للموافقة على اللقاء الأول فأخبرهم/أخبريهم أنه لا مانع لديك من الجلوس معه.

وأحيانا تتأثر بعض الفتيات أو الشباب كذلك بالصورة المسبقة التي يتم الحديث عنها من حيث الجمال أو السمعة أو الشخصية، ويتم اعتمادها على أنها حقيقة، وهذا غير صحيح؛ فالأصل تكوين صورة عن الخاطب أو المخطوبة من حيث الشكل أو الشخصية وأسلوب الحضور بناء على رأيك الشخصي لوحدك فقط، فالناس تختلف في رؤيتها لبعضها وحتى الأم والأب لهم ذوقهم وطريقة نظرهم للآخرين. فاعتمد/ي انطباعك أنت.

 

ثانيا: من المهم أن تكون أول نظرة تجاه الخاطب أو المخطوبة على حد سواء لكلا الجنسين هي نظرة تقبل وشعور بالاطمئنان والراحة، وأقول لك: أول نظرة أو نظرات كافية لتحديد ذلك، وأحيانا تحتاج/ين لحوار بسيط لتؤكد/ي نتيجة هذه النظرة، حيث أن تقبل التواصل الشكلي والبصري وأسلوب الكلام وطبيعة الصوت وكيف ترينه مهم جدا، فإذا لم تتقبل/ي الشكل أو الصوت وأسلوب الكلام أو شعرت/ي بانزعاج من التواصل البصري فهذا مؤشر أولي قوي للرفض.

وبالتالي الجلسة الأولى كافية لإعطاء الرأي المبدئي في استكمال الجلسات التعارفية مع الشاب أو الفتاة أو ايقافها.

ولا تتأثر/ي برأي الأهل في هذا الجانب، فالبشر يختلفون في نظرتهم وتقبلهم لبعض، وللأسف الكثيرين يخضعون لضغط الأهل بشأن هذا الجانب بالذات، مثل: إنه جذاب/ة وحضوره/ا جيد، وما إلى ذلك من كلمات الضغط للتقبل كونهم وجدوا الخاطب/ة مناسب وأصبحوا يريدون إكمال الأمور.

واعلم/ي أنه لا يوجد قالب شكلي أو حضور معين كي يقال عنه أنه مناسب، والأمر مرتبط بكيمياء الجسد وطبيعة النفوس وتقاربها من أشخاص أكثر من غيرهم، فكون/ي نظرتك الخاصة بمن تخطبه.

كما من الجيد أن يقيس كل من الخاطبان تقبله للتواصل الجسدي مع الآخر ذهنيا، بمعنى أن يحاول تخيل اقتراب هذا الشخص منه بالجسد أو الإمساك بيديه وهما في جلسات التعارف، فهذه الطريقة تساعدك في قياس مدى التقارب في كيمياء الجسد بينكما أيضا في المستقبل.

ومن الضروري الإشارة إلى أنه هذا الأمر في الشعور بالانسجام في الحضور أو الشكل أو الجسد لا يتغير مع الزمن أو بعد الزواج، وبالتالي يجب الانتباه له من أول جلسة.

 

ثالثا: في حال وجدت/ي التقبل المبدئي للشكل والتواصل المريح أثناء الحوار، الأصل أن تكون/ي جهزت بعض الأسئلة الحوارية المفصلية لكلا الطرفين، والتي ترى/ين أنه لا يمكنك العيش بدونها، مثل: ما تحبين أن يكون في حياتك، أو أهداف تريدها/ تريدينها، العمل أو عدم العمل، النظرة للمرأة، كيف يرى التواصل بين الشريكين وكيف يرى طريقة التعبير، أمور تتعلق بالنظام والوقت والحياة وإدارتها، الطعام وأنواعه، استحضر/ي كل ما ترونه مهما وضروريا لكم في مستقبلكم.

 

رابعا: لا يكفي جلسة واحدة لتحديد تناسب شخص للزواج منك أو عدم تناسبه معك، والأمر قد يحتاج جلستين أو ثلاث جلسة للتأكد من أن هذا الشخص مناسب فعلا أو أنه غير ذلك، ولا يبدو الأمر معقدا، ولكن الاهتمام بهذه البدايات مهم كي يحدد كل طرف أولوياته واحتياجاته من الآخر. وقد يتنازل كل من الطرفين عن بعض الأمور في مقابل مكاسب أخرى في هذا الزواج والمرونة مهمة هنا. وليس الامر نقاط محددة صلبة لا تتغير ولا يتم التنازل عن بعضها.

ومن الجيد لو أن كلا الطرفين يقومان بالكتابة المحددة بالورقة والقلم للأمور التالية قبل اتخاذ القرار كل مع نفسه (ويمكن تشاركها لاحقا إن كانت البوادر الأولية ايجابية بينهما):

  • ماذا يعني الزواج بالنسبة له؟
  • ما هو هدفه من الزواج؟
  • ما هي الأهداف في حياته المستقبلية مرتبة حسب الأولويات؟
  • ما هي اهتماماته في الجانب الاجتماعي والثقافي وفي مواقع التواصل الاجتماعي وهواياته وكيف يحب أن يقضي وقت فراغه؟
  • من هو الشريك الذي يريده فعلا لنفسه ويتصوره في عقله بالوصف المكتوب؟

هذه الأسئلة جيدة قبل أن يلتقي الخاطبان ببعضهما، أو بعد اللقاء الأول، وهي مهمة للخاطب/ة نفسه لتحديد ما يريد ولا يجعل العاطفة أو الآراء الكثيرة من حوله تشغله عن حقيقة ما يريده من الارتباط.

 

خامسا: من المهم الانتباه أن بعض الصفات لا يصح تقبلها على أساس أن الآخر سيتغير بعد الزواج، مثل: التدخين، الغضب والعصبية، عدم وجود عمل، الفوضى، العلاقة مع مواقع التواصل الاجتماعي … الخ، فلا أحد يتغير لأنه تزوج.

وإذا كنت تتقبل أحد ولديه بعض العيوب، فهذا ليس سيئا، بل على العكس هنالك دائما نواقص وعيوب متوقعة، ولكن المهم ان تكون الموافقة والتقبل على أساس أنه سيبقى مع هذه الصفات طويلا، وليس بالضرورة أن يتركها.

 

سادسا: من الجيد أن لا يتم عقد القرآن الشرعي سوى بعد بضعة أسابيع يتشارك فيها الخاطبان مواقف عديدة ضمن حدود الشريعة، مثل تناول الطعام في ذات الموقف معا أو الخروج إلى مكان مع أهليهم، حيث أن شخصية الإنسان وطبيعته تتكشف أكثر بعد اعتياد كل من الخاطبين قليلا على بعضهما، وكذلك يصبح كل من الخاطبين أهدأ نفسا وأكثر قدرة على التفكير بما يريدانه فعلا لأنفسهما.

 

سابعا: الاستخارة ضرورة وأساس قبل اتخاذ القرار، وهي تعني أن ندعو الله تعالى بدعاء الاستخارة بعد كل ما اتخذناه من اجراءات لتفحص إمكانية هذا الزواج، ثم تسليم الأمر له تعالى بأنه من الممكن حتى لو كنا نرى الزواج لصالحنا بأنه قد لا يكون كذلك، أو أننا قد نكون لا نراه لصالحنا بدون أسباب منطقية ومع ذلك نترك لله تعالى أن يأخذ قلبنا للأفضل، وبالتالي يكزن اتخاذ القرار بعد هذه الحالة المتوازنة من موقفنا تجاه قرار الزواج.

 

وفي النهاية، اؤكد لك أن اختيار الشريك ليس أمرا صعبا، إذا كان الخاطب يعرف ما يريده ويثق بأن هناك شخصا ما يتشارك معه هذه الأمور الواضحة مسبقا لديه، وأغلب مشكلات الخطوبة والزواج تأتي من عدم الوضوح المسبق في أمر الزواج.

وفقك الله تعالى ورزقك الزوج الصالح

 

أ. علا ادعيس

 

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top