الاسم: م. ر. الجنس: أنثى العمر: 23 سنة الدولة: فلسطين نص السؤال: تقدم لي شاب…
الاسم: أ. ي.
العمر: 28 سنة
الدولة: فلسطين
نص السؤال:
(ابني عمره سنتين ونص
الفترة هاي متغلبة كتير مع حالي ومعاه
حابة أربيه بالطريقة الصح بس شكلي متبعه الاسلوب الغلط ..
صرت ما بحب يروح ع دار عمه .. ما بعرف من حقي ولا لا أمنعه
و لا بحب يلعبو معه
بحس أنه منهم تعلم الخراب
والمشكلة أنه بروح عندهم وبقعد ساعات وانا ما بحب
يمكن المشكلة في أنا ..
شاادة ع حالي كتير
أجت بنت سلفي دقت الباب قلت لها روحي بديش حدا
يا دوب اتحمل ولادي
كيف أخفف من خوفي على لما يروح عندهم؟)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب:
في البداية أرحب بك في موقع صراط وأشكر لك ثقتك وتواصلك معنا
وبالنسبة لسؤالك حول كيفية تخفيف الخوف على ابنك أثناء خروجه عند الاقارب؟
خوف الأم على طفلها وتربيته ومستقبله هو خوف فطري وجيد، وهو من باب شعورها بالمسؤولية تجاهه وهو مطلوب لدى الأمهات، إلا أنه عندما يتحول أحيانا إلى خوف من خوض التجارب الجديدة لدى الطفل كونه لا زال صغيرا مثل حالة ابنك، وقد يصبح أمرا مبالغا فيه أحيانا، والخوف الصحيح المطلوب هو الخوف الذي يجعلك تحمين الطفل من التعرض للأذى أو يدفعك للقيام بمهماتك النفسية والعاطفية من أجله من دون دلال زائد أو حماية زائدة، وبالتالي إذا وصل بك الخوف إلى حرمانه من البدء في بناء علاقاته الاجتماعية أو متابعته الزائدة يصبح خوفا مُشكلاً ولا يصب في مصلحة الطفل.
ولكي تتمكني من ضبط مواقف الخوف عندك بالشكل الصحيح، سأقدم إليك مجموعة من التوضيحات والمقترحات المساعدة لك:
أولا: الطفل بحاجة إلى البدء في خوض التجارب الاجتماعية المختلفة حسب مراحل عمره، وهي مهمة له كي يثق بنفسه ويتعلم لغات التواصل، وكيف يفهم حدوده وحدود الآخرين، ويبدأ بالانفصال النفسي عن أمه التي يبقى معها معظم الوقت، وبالتالي هذه التجارب هي شيء أساسي في حياة الطفل من بعد عمر السنتين تحديدا، وهي احتياج نفسي له مثل حاجته للطعام والشراب، ويجدر بنا أن نمنحه فرصة التواصل مع الآخرين بشكل متدرج.
ثانيا: مصدر خوفك هو الخوف من تأثير الآخرين على طفلك، وهذا الخوف تصاب به معظم الأمهات كونها ترى في الاختلاط بالآخرين فرصة لاجتذاب الطفل لسلوكيات وألفاظ وحركات غير مقبولة، ويجدر بك هنا أن تنتبهي إلى:
- إن الأطفال جميعا مهما حاولنا ضبط حركاتهم وكلامهم فهو شيء قد يكون مستحيلا، وقد يكون ابنك أحيانا رغم انتباهك عليه مصدر لبعض من الأشياء غير المرغوبة التي قد يلتقطها وأنتم تسيرون في الشارع أو من التلفاز أو من البيت من أخوته، وبالتالي فكرة وجود أطفال بدون تصرفات غير مقبولة هي فكرة غير موجودة وغير واقعية، سواء أكان أقاربكم أم جيرانكم فإنك لن تجدي أطفال مثاليين يلعبون مع ابنك ولن يكون ابنك كذلك.
- لدى بعض الأمهات تصور عن تربية ابنها وكأنها ستحجر على عقله من كل شيء سلبي او مرفوض، ولا تريده أن يرى أو يسمع إلا كل جيد وهذا أمر غير صحيح تربويا، فمن الجيد أن يبدأ الطفل من عمر السنتين أن يسمع بعض الألفاظ أو السلوكيات غير الجيدة، وتقوم الأم لاحقا بفلترتها وترتيبها في عقله، وهذا طبعا من خلال الاختلاط المتدرج بالآخرين، التربية الصحيحة لا تعطي الصورة المثالية للحياة للطفل منذ البداية وتسمح له أن يرى الأشياء ولكن مع تعليمه الشيء الصحيح بكل بساطة، والطفل الذي يحجر عليه من رؤية مختلف أنواع الأطفال بشكل متدرج وصحيح، يتعرض لصدمة عندما يذهب للروضة أو المدرسة كونه يحمل صورة مثالية للحياة في بيته، ويرى أن الآخرين جميعا على خطأ، أو أنه ينغمس مع كل المحظورات لأنه لم يتعلم كيف يتعامل معها من قبل، وهذا غير سوي في بنائه النفسي، ويتصرف بشيء من المثالية التي لا تناسب واقع الحياة.
وبالتالي فإن السماح للطفل بمخالطة الأطفال وأخذ جرعات من المناعة النفسية لكيفية تقبلهم وحماية نفسه منهم في ذات الوقت أمر ضروري من العمر الباكر من خلال الاختلاط الاجتماعي الواعي المتدرج دون خوف. - تخاف الأم من أن طفلها يتعلم الشيء غير المقبول تربويا ويقوم بتكراره، وفي الغالب الأهل يرون في هذه التصرفات قلة تربية أو أدب ويخجلون من ملاحظة الآخرين بأن طفلهم فعل كذا أو كذا، ودافع الخجل من مظهر تربية الطفل أمام الآخرين يقلق أكثر من السلوك نفسه، وهنا ينبغي للأم أن تنتبه أنه من السهل التخلص من السلوك (السلبي) بكل بساطة، ولكن المهم أن لا تشعر بالحرج من المحيطين إذا قام طفلها به أمامهم، وتعتبر أنه من الطبيعي أن يلتقط من الأطفال الآخرين سلوكيات غير مقبولة، وأنها أمه تستطيع تعليمه الشيء الصحيح بكل بساطة دون أن تغضب أو تنزعج، بأن لا تركز على السلوك (السلبي) ولا تنتقده وكأنه لم يحصل، ثم تلفت انتباه الطفل لشيء آخر موجود على الفور (بمعنى التجاهل)، حتى ينطفئ السلوك لوحده بدون أن نناقش الطفل فيه، لأنه ببساطة لا يفهم أن فعله غير مقبول، ونكرر ذلك كلما عاد للتصرف، وبعد فترة سينساه. وقد نحتاج أحيانا للتوضيح والحوار مع الطفل ولهذا تفاصيل كثيرة.
- يجدر بك أن تعلمي أن تأثير الأم على الطفل وأهل البيت أكبر بكثير من البيئة المحيطة، وان تأثير الأقارب والمجتمع الخارجي يمكن فلترته وتغييره في البيت بروية، فلا تخافي على الطفل كلما خرج، وكأنه سيرى العجب العجاب، انتبهي كثيرا على علاقتكم في البيت وحبكم وتواصلكم وحواركم فهذا سيجعله طفل مرن يمكن تغيير سلوكه الخاطئ بسهولة. فأنت المؤثر الرئيسي في حياته.
- حاولي عدم التركيز كثيرا على ما سيحصل للطفل من عيوب في زيارته للآخرين بقدر أهمية التجربة الاجتماعية لنفسيته وثقته بنفسه وتنمية مهاراته، كذلك ركزي على أنه مع الوقت سيبتعد عنك ويعيش من دونك وبالتالي التدرج في السماح له بأن يكون من دونك أحيانا فرصة جيدة لك وله. فقط انتبهي على أن البيت الذي سيزوره بيت آمن يحميه (من الأقارب أو الأصدقاء) ولفترة بسيطة محدودة باستخدام الزمن، مثل: أسمح لك أن تزورهم مدة نصف ساعة أو مدة ساعة، وفعلا تلتزمون في الوقت.
وانتبهي إلى أن كثرة تركيزك ومتابعتك له وخوفك قد يجعله حساسا لأي شيء خارجي ولديه قابلية أعلى للمشكلات، فدربي نفسك على السماح لطفلك بخوض التجارب مع مشاعر إيجابية تجاه الموقف.
ثالثا: بإمكانك أن تبدئي بإخراج طفلك من البيت إلى الأقارب والمحيطين بمشاركتك لفترة بسيطة في البداية، وراقبي سلوكه دون تدخل منك وكأنك غير موجودة معه، ثم ابدئي بزيادة هذه الفترة المشتركة، وأثناء وجودكم في هذه الزيارات أو زيارة الآخرين لكم، وعندما يحصل أي شيء غير جيد ادعمي الأفكار السابقة لمشاعرك ولا تتدخلي كثيرا في إصلاح المواقف، ثم ابدئي بالسماح له أن يكون من دونك لفترات بسيطة في أماكن آمنة وبالذات قبل عمر سبع سنوات، وعندما يعود من زياراته أو يغادر الأطفال الذين يزورونه؛ افتحي معه حوارا حول الأشياء التي جعلته سعيدا وماذا فعل وما الذي أزعجه كي تنمي قدرته على الحوار والتعبير، ولا تتحدثي عن أي شخص ممن تواصل معهم بأنه شخص سيء (بمعنى حوار من دون إطلاق الأحكام) لو ذكر سيئاتهم مثلا، فقط تناقشي معه في الأخطاء دون الإساءة لصورة أحد.
رابعا: اكتبي أهدافك من التربية لطفلك في قائمة نقاط، هذه الطريقة تجعلك تركزين أكثر على ما الذي تريدينه لطفلك أكثر من خوفك عليه، فالعيوب والمشكلات في التربية هي شيء طبيعي ويحصل لدى كل الأمهات ومع كل الأطفال بدون استثناء، فاجعلي جهدك في التركيز على ما تريدينه من طفلك اكثر من خلال مجموعة أهداف مكتوبة.
أخيرا: الخوف من نتائج تربية الطفل المستقبلية منتشرة بين الأمهات وأواجه مثلها الكثير في عملي، ودائما أذكر الأمهات بأن العيوب في التربية هي سبيل لبناء إنسان قوي صاحب إرادة، فالإرادة تبنى من الضعف، فلا تبالغي في حماية طفلك أو الخوف عليه من النقائص، فالله تعالى سيجعل له من ضعفه قوة من خلال تجارب حياته، فقومي أنت بما تقدرين عليه، لكن سلمي أمره لله تعالى الرب فهو خير من يتمم ويهذب ما تعجزين عنه أو يغيب عنك، فاتركي المثالية وركزي على ما تقدرين عليه من أنشطة وتعليم مهارات فهي أولى من أجله، ووجهي شعورك بالخوف تجاه سماع محاضرات وقراءة كتب ومشاركة في ندوات تتعلق بالتربية، فبهذا تنجحين معه.
أقر الله تعالى عينيك بولدك ورفع قدره
This Post Has 0 Comments