رحلة بين الاطباء هل أتوجه إلى الطبيب (الجسدي) أو الطبيب (النفسي)؟ هل المعاناة من الأوجاع…
الفرق بين الطبيب النفسي والاخصائي النفسي
يختلط أحيانا على الكثيرين الفرق بين مهمة الطبيب النفسي والأخصائي النفسي، لدرجة أنهم أحيانا يطلبون من الاخصائي النفسي كتابة الدواء وهو لا يمكنه ذلك، أو يستنكرون عدم مكوثهم مطولا لدى الطبيب النفسي بشكل كافي، وأحيانا يخاطبون الأخصائي النفسي (يا دكتور) لأنهم يعتقدون بأنه طبيب، وهذا الخلط يأتي من عدم انتشار أفكار ومعلومات كافية بين أفراد المجتمع عن هذه التخصصات، وبسبب قلة تجربتها أو التوجه لها، وفي هذا المقال سأوضح لك عزيزي القارئ أبرز الفروقات التي تساعدك لتميز بين التخصصين وتعرف إلى من تتوجه عند الحاجة إلى ذلك.
أبرز الفروقات بين الطبيب النفسي والاخصائي النفسي:
أولا: التخصص الجامعي واللقب:
حيث أن التخصص في المجال النفسي له عدة فروع ومسميات وأبرزها: الطب النفسي وهو تخصص البكالوريوس في الطب العام ثم يكمل طالب الطب من بعده تخصص الطب النفسي، ومن التخصصات الأخرى كذلك تخصص علم النفس السريري أو العيادي وهو تخصص في علم النفس ولكن بدون دراسة الطب، ويحصل فيه الطالب على علم ببعض الأمور الفسيولوجية وتشخيص الاضطرابات النفسية وشيء من علم الأدوية النفسية كذلك، وبعض من هؤلاء الخريجين قد يكون مؤهلا للعمل في العيادة النفسية ويكتب الدواء للمرضى حسب تخصصه طبعا، أما التخصص النفسي الثالث وهو علم النفس، وله العديد من الفروع والمسميات في الدراسة الجامعية، ويستطيع حامل هذه الشهادة العمل في المجال النفسي ويحمل لقب أخصائي نفسي أو أخصائي اجتماعي. هذه الثلاث تخصصات الأبرز في هذا المجال.
ثانيا: الخدمة التي يقدمها كل منهم:
الطبيب النفسي يقوم بتشخيص الاضطراب النفسي، وتصنيفه حسب الأعراض الموجودة، كما أنه يتابع المريض من ناحية طبية إن احتاج لشيء من الفحوصات أو التصوير الطبي ويكتب الدواء للمريض وفق ذلك، وقد يجلس الطبيب النفسي مع الحالة جلسات نفسية، بمعنى أن يستمع للمريض ويتابع مشكلته ويعطيه حلول للمشكلة غير دوائية، وغالبا الأطباء النفسيين لا يجلسون هذه الجلسات كي يتمكنوا من متابعة المرضى بعدد أكبر ويركزون على القيام بمهمة المتابعة الدوائية والطبية فقط، حيث أن الجلسات النفسية تحتاج لوقت كثير وهذا سيمنعهم من أداء واجبهم تجاه بقية المرضى، أما الأخصائي النفسي فهو لا يتدخل بالحالة الطبية أو الدوائية، بل يتابع الحالة من جهة نفسية، بمعنى يتابع المشاعر والأفكار التي أدت إلى المرض النفسي ويدرسها مع الحالة، ويقدم للمريض حلولا نفسية مع ذاته أو محيطه تساعده على التخلص من مرضه من خلال جلسات نفسية، تكون لها مدة كافية للحديث والحوار بينهما. ويكون للأخصائي النفسي كذلك دور كبير في انسجام المريض مع محيطه، أو مساعدة أصحاب المشكلات الاجتماعية والنفسية بدون وجود مرض نفسي، مثل المشكلات الأسرية والاجتماعية والمهنية والتربوية.
ثالثا: مكان تقديم الخدمة:
الطبيب النفسي يقدم الخدمة من خلال العيادة النفسية الخاصة، أو من خلال المراكز النفسية العلاجية أو المستشفيات، أما الأخصائي النفسي فقد يعمل لدى عيادة الطبيب النفسي ويتابع معه المرضى، أو يعمل في مكتب استشارات نفسية واجتماعية لدى مركز أو مؤسسة متخصصة، أو لدى بعض المراكز الطبية الصحية لمتابعة المرضى نفسيا.
ولو حاولنا أن نحدد إلى من أتوجه لطلب المساعدة في حال تعرضت إلى مشكلة نفسية أو أسرية، فهناك بعض الأمور التي تحدد ذلك:
- أولا: المشاكل الأسرية والاجتماعية والمهنية والتربوية: وأحيانا الحاجة إلى الاستشارة الذاتية يمكن التوجه فيها إلى الطبيب النفسي والأخصائي النفسي على حد سواء، وكلاهما قادر على المساعدة بنفس الطريقة.
- ثانيا: في حال ظهور أعراض نفسية ووجود مؤشر على اضطراب نفسي : فيمكن التوجه إلى الطبيب النفسي لأنه قد يصف للمريض الدواء حسب الحاجة، وبالإمكان كذلك التوجه للأخصائي النفسي للاستشارة، فإن كانت الأعراض تستدعي الدواء فقد يقوم بتحويل المريض إلى الطبيب، بينما يستكمل مع الأخصائي الجلسات النفسية، وقد لا يحتاج المريض إلى الدواء ويكتفي بالجلسات النفسية مع الأخصائي النفسي.
اقرا: الأعراض التي تستدعي الاستشارة النفسية
هذه مجموعة من التوضيحات التي تزيل حالة الخلط التي يقع فيها الكثيرون بين كل من الطبيب النفسي والاخصائي النفسي قد وضحتها لك عزيزي القارئ.
اقرأ: المراحل التي تسبق الوصول الى العلاج النفسي
أ. علا ادعيس
[…] اقرأ: الفرق بين الطبيب النفسي والاخصائي النفسي […]