رحلة بين الاطباء هل أتوجه إلى الطبيب (الجسدي) أو الطبيب (النفسي)؟ هل المعاناة من الأوجاع…
ما هي الأعراض التي تستدعي التوجه للاستشارة النفسية؟
أثناء التواصل مع الكثير ممن يتوجهون لطلب المساعدة النفسية، كان أكثر ما يدور حوله النقاش في أول لقاء، هو التردد الذي عاشه الشخص، والقلق من فكرة التوجه لطلب المساعدة، حيث أن الشخص لا يجد إجابة شافية حول الأعراض التي يعاني منها في محيطه، وتكثر التفسيرات المجتمعية لتلك الأعراض، وتتنوع أساليب المساعدة المجتمعية لهذا الشخص، ويدور بينها لفترة ليست بالبسيطة، ثم يكتشف في النهاية أن التوجه للعلاج النفسي كان حلا أفضل لو أنه أدركه من البداية.
اقرأ : لماذا يصعب اتخاذ قرار بالتوجه للعلاج النفسي لدى أفراد المجتمع؟
ولذلك؛ فإن الوعي في أهمية العلاج أو الاستشارة النفسية أمر بالغ الأهمية ويختصر الكثير من المعاناة في حياة الفرد، ويمنحه حياة أكثر أمانا وتوازنا وسعادة.
بل إن طلب الاستشارة النفسية كفيل بتحقيق تغيير يشمل الكثير من جوانب حياة الشخص، بالإضافة إلى علاج مشكلته التي قصد من أجلها طلب المساعدة، فتحسين وتطوير حياة الشخص والارتقاء بها تعد من أهم أهداف العلاج والإرشاد النفسي.
وفي هذا المقال سأوضح لك عزيزي القارئ أهم الأعراض التي تشعر بها وتستوجب عليك التوجه لطلب المساعدة، وبهذا الصدد سأخبرك بنوعين من الأعراض التي عليك الانتباه لها، فهناك أعراض مرضية نفسية، وهناك أعراض اجتماعية مشكلة في حياة صاحبها.
أولا: الأعراض النفسية:
في هذه الحالة عليك أن تنتبه إلى الأعراض الآتية، وفي حال استمرار أي منها أو بعضها معا لديك لمدة أسبوعين فأكثر، دون أن تتمكن من إيقافها بمحاولاتك التي تعرفها، فعليك التوجه لطلب المساعدة من الطبيب النفسي، وسأذكر لك أبرز ما هو منتشر منها بين الناس:
1- الشعور بالحزن العميق دون أي تذوق أو شعور بقيمة اللحظات المفرحة
2- عدم الرغبة بالقيام بالمهمات اليومية المعتادة طوال تلك الفترة
3- عدم الرغبة بالنهوض من النوم أو الخروج من المنزل طوال تلك الفترة
4- حدوث حالة من البكاء أو رغبة كبيرة فيه متكررة طوال تلك الفترة دون سبب واضح
5- شعور بالضيق والاختناق لفترات طويلة دون سبب واضح طوال تلك الفترة
6- الشعور بأعراض جسدية متكررة مثل ضيق التنفس أو ضربات القلب السريعة أو ارتجاف في الأطراف أو الهزلان في الجسد أو الغثيان او الدوار وعدم وجود تشخيص محدد لدى الطبيب أو المستشفى حولها، وتكرارها دون سبب واضح
7- الشعور بالخوف المتكرر من شيء غير معروف أو لا يستحق الخوف في الواقع
8- الشعور بالموت وأعراض ممكن أن تتوهم بأنها ذات علاقة بالموت وتتكرر مرات عديدة دون أن تسيطر عليها
9- القيام بسلوكيات مكررة دون أن تسيطر عليها أو ترغب بها، مثل تكرار: غسل اليدين، الوضوء، الصلاة، أفعال داخل الصلاة، الطهارة، الاغتسال، تنظيف أدوات وأشياء، إغلاق الباب وكل ما تكرره دون أن تعرف لماذا وتشعر بالضيق الشديد إذا لم تكرره
10- تكرار أفكار في العقل قهرية لا تستطيع إيقافها أو التحكم بها وتشعر بالضيق الشديد بسببها، وتحاول تجاهلها دون أن تنجح في ذلك مرارا وتكرارا
11- سماع أصوات غير واقعية أو رؤية أشياء غير موجودة أو التفوه بكلام غير منطقي، ويلاحظ المحيطين بك ذلك ويخبرونك عن غرابة ما تقوله أو تراه أو تسمعه
12- وجود حالة عميقة من الشك في أشخاص يحيطونك ورسم سيناريوهات حولهم بشكل مستمر والتصرف بناء على هذه السيناريوهات، دون وجود ما يستدعي ذلك في الواقع، أو ما يسمى بالشعور بالاستهداف غير المنطقي
13- وجود مشكلات في النوم متكررة تتسبب في مشكلة في واقع الشخص
14- وجود مشكلات في تناول الأكل متكررة تتسبب في مشكلة في واقع الشخص
15- تكرار زيارة الطبيب الجسدي بسبب توقع وجود مرض ثم اكتشاف أنه مجرد أعراض مرضية بسيطة أو لا تستحق زيارة الطبيب
هذه مجموعة من الأعراض النفسية الأكثر تكرارا وشهرة بين الناس، في حال ملاحظتها لديك أو لدى المقربين منك، ينصح التوجه في هذه الحالة لطلب المساعدة النفسية من المختصين في المجال النفسي
ثانيا: أعراض مجتمعية:
ليس بالضرورة أن تطلب الاستشارة النفسية فقط من أجل الأعراض المرضية، بل بإمكان الطبيب النفسي والاستشاري النفسي أو الأسري مساعدتك في حل المشكلات التي تعاني منها مع محيطك، مثل المشكلات الزوجية، مشكلات الأبناء وتربيتهم، مشكلات مع الأقارب، مشكلات مع الأصدقاء، مشكلات العمل، وحتى مشكلاتك مع نفسك وحياتك.
أي أنه بالإمكان أن يتلقى الشخص المساعدة للتخلص من المشكلات الضاغطة التي قد يعاني منها في حياته، ورغم تكرار محاولات إنهاءها إلا أنه يعجز عن حلها، وفي هذه الحالة بإمكانه أن يتوجه للحصول على الحلول التي قد يجدها لدى الطبيب النفسي بطبيعة التخصص والخبرة التي لديه.
بل وقد يتوجه بعض الأشخاص للمتخصص في المجال النفسي فقط من أجل الحوار والتأكد من بعض السلوكيات والقرارات وترتيب بعض شؤون ذاته التي يهتم بها، ودون وجود مشكلة عارضة لديه!
اقرأ : هل يمكن الشفاء من الاضطراب النفسي؟
وفي النهاية، أؤكد لك عزيزي القارئ بأننا جميعا مسؤولون عن رفع وعي الأفراد والمجتمع بأهمية العلاج النفسي والحفاظ على أداء جيد ومستوى جودة الحياة لمن نحبهم، وذلك يكون من خلال التخفيف من وصمة التوجه للاستشارة النفسية وتشجيعها والحديث بشكل إيجابي عنها بين الناس.
أ. علا ادعيس
[…] إقرأ : الأعراض التي تستدعي الاستشارة النفسية […]
[…] اقرأ : الأعراض التي تستدعي الاستشارة النفسية […]
[…] اقرأ: الأعراض التي تستدعي الاستشارة النفسية […]
[…] ثانيا: في حال ظهور أعراض نفسية ووجود مؤشر على اضطراب نفسي : فيمكن التوجه إلى الطبيب النفسي لأنه قد يصف للمريض الدواء حسب الحاجة، وبالإمكان كذلك التوجه للأخصائي النفسي للاستشارة، فإن كانت الأعراض تستدعي الدواء فقد يقوم بتحويل المريض إلى الطبيب، بينما يستكمل مع الأخصائي الجلسات النفسية، وقد لا يحتاج المريض إلى الدواء ويكتفي بالجلسات النفسية مع الأخصائي النفسي. اقرا: الأعراض التي تستدعي الاستشارة النفسية […]